الأربعاء، 5 فبراير 2014

الوئام المجتمعي، خطوة قبل اي خطوة في اتجاه المصالحة


الوئام المجتمعي هو الركيزة الاساسية لاي مجتمع في الوجود بغض النظر عن فصيلته او جنسه فلا امكانية للعيش والتواجد بمجتمع غير متحاب ومتفق لانه قطعا لن يكون امنا او صالحا للتواصل وبناء العلاقات فالانسان كائن اجتماعي بطبيعته البشرية التي تأنس بالتواجد والتواصل مع الاخرين والوئام المجتمعي المقصود به السلام بين افراد المجتمع الواحد عبر سيادة نظام يدير العلاقة بين الافراد والجماعات يخضع له الجميع دون تذمر او تمرد .. هذا النظام يتيح الاختلاف ويقبل الفروق ولكن يكفل ادارة هذا الاختلاف والفروق بطريقة لا تمس امن واستقرار حياة الناس ونسيجهم الاجتماعي . وبما يجعلها ظاهرة صحية في نهاية الامر تصب في خدمة الصالح العام .. هذا الصالح العام الذي يجب ان ينتمي له الجميع برغم كل الفروق والاختلافات . من هنا تخطوا المجتمعات بثقة نحو مستقبل واعد وافضل من هنا تنشيء الاجيال بثقافة صحية وطنية بناءة .

وهذا ما نحتاجه في حالنا الفلسطيني قبل اي خطوة وحيث لا مفر عن مواجهة الواقع وما خلفه الانقسام من تفسخ في العلاقة بين افراد المجتمع وفي كثير من الحالات بين افراد العائلة الواحدة هذا التفسخ الذي احدث تصدعا في جدران الحياة العامة واحل عليها البؤس واظلم مستقبل الاجيال الصاعدة بحيث لا وجود لاي افق قد يبنون عليه امالهم الا فكرة الخروج من البلاد والسعي في مناكبها وهو هدف الاحتلال التهجيري !! .

من هنا يفرض علينا ضميرنا الوطني والاخلاقي والديني قبل كل شيء ان نحل السلام بين الناس والجيران والاصدقاء ايضا . فكل من يملك قولا سيحاسب امام الله اولا وامام التاريخ لان ما يدور هو عبث في مسيرة امة وعلاقة شعب باكمله وثورة هي الانبل في تاريخ ثورات القرن واّن لها ان تنتصر بعد كل ما قدمت وتقدم . علينا ان نحل السلام في القلوب الثكلي ونداوي الجروح ونطهرها من التعبئة العمياء والكره البغيض . ونقتل هذا الانقسام الذي اعاد قضيتنا سياسيا الي الوراء بعد ان كنا مفخرة الامم .. نقتله كما تقتل الشياطين بالتطهر من الظن والاحقاد واللجوء لرب العباد الحكم العدل جل في علاه .

ولتكن هناك مبادرة من شخصيات تحظي باحترام الناس ومقبولة لديهم تتشكل كخطوة تاسيسية لمصالحة حقيقية وليس سياسية . بحيث تتكفل هذه المبادرة بمجالسة المتضرر رقم واحد وهم اهل الدم ويكون شرع الله هو المرجع اخذين بالاعتبار اهمية الصفح والتعالي في بناء الوطن واستقرار الامة . واعتقد جازما انهم سيجدون الناس اكثر حرص من كل القيادات علي سلامة الامة والوطن وانتهاء بؤسه وتمزقه ويتم ارضاء الناس بما يرضي الله نزولا للمتضررين حسب الاهمية ولتكن هذه الشخصيات من ارفع شخصيات البلد وان تتطلب مشاركة شخصيات عربية في الامر فاليكن ليكن الامر بمستوي جرح الناس وهذا ليس صعب او بعيد المنال بل بالمتناول والكثير مستعدون لو وجهة لهم دعوة فقط . وهذا علي مبدا حسن النوايا وصدقها فلا مجال لمصالحة في ظل وجود الاحقاد والضغائن والنزعات الانتقامية لا مجال مطلقا يشبه هذا تضميد جرح دون تطيره او قطبه بالتالي اجلا ام عاجلا سيدمي ويندمل . لذا لابد من تطهير الجرح وعلاجه وقطبه ومن ثم تضميضه ولفه هنا يخطو نحو الشفاء والتعافي . نحتاج مسامحة قبل المصالحة واحقاق الحقوق .

ومن ثم يكون الخلاف الحزبي بين الفرقاء تافه امام دم الناس فينتهي الخلاف حين تلتئم جروح الناس وترضي وعليكم ان تجيدوا ادارة الامر لاننا هنا نتحدث عن وطن عن شعب باكمله شعب جرما ان يصبح حاله هكذا بعد ان احترف التضحية والعطاء عبر ثورته الانبل في التاريخ

كونوا رحماء بهذا الشعب وكفاه ما عانى من ويلات ولا زال يعاني ففي كل بيت اسير او جريح او شهيد . فإن الله سيسألكم وسيحاسبكم فكلكم راع وكل راعى مسؤول عن رعيته . فقد ان الاوان ان تتحرك ضمائر من بيدهم الامر ليضعوا حدا لالم الناس ومأساتهم وحدا لتدهور القضية واستغلال المحتل لهذا الخصام البغض فيعثي بارضنا فسادا ونهبا . كفاكم ان الان ان تفيقوا وتعودوا لوطنيتكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق