الأحد، 9 فبراير 2014

الزعيــــــم ..

الزعيــــــم ..
سامي ابو لاشين


الزعيم يختلف عن القائد والمسؤول وحتي الرئيس .. الزعامة لا تخضع للوائح ونظم وقوانين كالانتخابات مثلا .. مثل الرئيس الذي يجب ان يمر عبر صناديق الاقتراع لمقعد الرئاسة والقائد كذلك احيانا يعين واحيانا ينتخب وبعض المسؤوليات التي اغلبها بالتعيين  وبعضها يتدرج تدرج .. لكن الزعامة هي امر مختلف هي مكانة مختلفة  واماكنيات  مختلفة .. هي ميزة وتخضع لصفات مرتبطة بالشخصية ذاتها تميزها عن غيرها سواء بحضورها بين الناس او بطريقة عملها وقدراتها  . وهي تعتبر مكانة اكثر وقارا من اي صفة اخري حتي صفة الرئيس التي تعد المكانة الاعلي في اي هرم او تشكيل .. الا ان الزعامة مسالة روحية  هي مكانة تنتزعها الشخصية عبر ما يسمي الكريزما والتي عرفها علماء علم النفس والاجتماع بـ ( ( الكريزما هي قدرة ذاتية على الجذب و السيطرة و التأثير سلباً أو إيجاباً وإذا عدنا إلى كلمة الكاريزما ،فهي كلمة (بالإنجليزية Charisma)و في أصلها اليوناني تعني الهدية أو التفضيل الإلهي،و تعني الهيبة و التأثير أو سلطة فوق العادة و السحر الشخصي، والجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص،أي الشخصية التي تثير الولاء والحماس ) ).

  ومن خلال التمعن بالكلمات تجد انها كلها تشير لمميزات خاصة مرتبطة بالشخصية وبالاغلب هي هبات من الله واجادة هذه الشخصية التعامل معها وادارتها . واعتقد ان الشخص الذي يتمتع بكل ما تقدم هو جدير بحمل صفة الزعيم لانها باختصار صفات الزعامة  .

ولو جئنا اولا للواقع الفتحاوي من هي الشخصية التي تعد الاقوي في الحركة رغم صدور قرار من السيد الرئيس بفصلها منذ ما يقارب عامين بل ومعاقبة كل من بتعاطف معها ورغم ذلك تزاداد جماهيرتها . انها شخصية  محمد دحلان ..
ثانيا علي المستوي الفلسطيني بشكل عام اي من الشخصيات لها ذات الحضور الذي يحظي به محمد دحلان الحاضر في كل نقاش ولقاء وجلسة وخبر وسطر وحصار وفرار وقرار ودمار وعمار اوليسوا خصومه الذين يحشروه ويربطوه بكل ما يدور في الشرق الاوسط تقريبا . مما جعلهم اشبه بمكتب اعلامي مجاني له .

اعتقد ان اي شخصية فلسطينية لو تعرضت لما تعرض له الاخ محمد دحلان لما استطاعت البقاء وهنا سبب اخر  ايضا غير شخص الاخ محمد دحلان انه الفريق الذي حوله وتلك الاسماء الكبيرة ايضا والتي لا يقل حضورها في الوجدان الفتحاوي عن حضور الاخ ابو فادي بل هي تشبه الاعمدة الرئيسية لوجود هذا الكيان الذي استطاع الصمود رغم ظروف كافية لهزم دولة وليس فريق .  مثل الاخ سمير المشهرواي والاخ ماجد ابو شمالة والاخ رشيد ابو شباك والاخ علاء ياغي واخرون لا يقلون اهمية ايضا وهم اسماء عتيدة في حركة فتح  وفي التاريخ الفلسطيني عامة اسماء لها وزنها واحترامها وتأثيرها وامتداداها  الجماهيري اضافة لاسماء قيادية بارزة في داخل قطاع غزة وهي ايضا تحظي  باحترام وتقدير الناس .. و يبقي القائد القوي عامل اساسي ورئيس في مد وبعث هذه القوة في من معه  وليس اي قائد بمقدوره ذلك انه قائد  "زعيم " تتلمذ علي يد الرجل الاكثر زعامة وكريزما في الشرق الاوسط الاب والقائد ابو عمار رحمه الله ولا ننسي انه اثار اعجاب الاب القائد ابو عمار رحمه الله هذا الرجل ذو النظرة الثاقبة والفراسة التي لا تخيب . 

ولا نغض البصر عن الحضور الدولي الذي يتمتع به الاخ محمد دحلان والذي اصبح اكثر قوة بفضل الثورة المصرية وعلاقاته الطيبة مع الجيش المصري والاحزاب المعتدلة اضافة للدور القومي الراقي الذي تلعبه  الامارات العربية الشقيقة في الوطن العربي حاليا كما كانت طيلة عهد الشيخ خليفة رحمه الله الذي ترك بصمة رائعة وعظيمة في كل مدينة عربية  والتي تربطه بها علاقات وطيدة ويقيم فيها حاليا .

 الواقع والميدان يقول ان هذا الرجل هو محمد دحلان . الزعيــــم . 
اعتقد ان هذا ليس وجهة نظر وهي حقا ليس وجهة نظري بل هي قراءة للواقع الحالي قراءة محايدة واستماع لما  يقول الناس في غزتي الحبيبة . 

قد اتجرأ وادعوا الجميع لاختصار الوقت والالم علي الناس والتعامل مع الواقع وما قد نختصره من وقت قد نستثمره في التعويض  والبناء . سواء علي مستوي بؤس الناس الذي بلغ اشده او علي مستوي القضية التي كادت ان تصبح كالمسلسلات التركية والمكسيكية مليون حلقة .
وايضا هذا عبء علي الاخ محمد دحلان وفريقه ان الامانة رفضتها الجبال لهولها وثقلها ولكنكم سواء وضعكم التاريخ او انتم اردتم فهذه مسوؤلية وامانة في اعناقكم انها امة بكاملها ووطن اّن له ان يغفو قليلا دون كوابيس والم فقد ارهقه السهر خشية  ان يغفوا فلا يجد له مكانا في النهار ..
تحاورا يا اولي الامر منا وفينا .. تعالوا تساموا اثروا علي انفسكم فهذا الوطن يستحق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق