كلام مش خطير .
تُستخدم الكثير من المصطلحات في النقاشات والحوارت وغالبا الجدالات ذات الشان السياسي او التنظيمي بمعني الحزبي .. ولكن هناك تصنيفات محدودة لطبيعة الشخصية وطريقة التعاطي مع الامور من قبل هذه الشخصية وهي ( متشدد - معتدل - متراخي ) والبعض يميل لاستخدام الالوان كتعبير عن موقف و هذه العبارة هي الاكثر شيوعا (يا ابيض يا اسود اللون الرمادي لا اعرفه ) .
انا شخصيا احترم كل العقول اي كانت لانه بالتاكيد لله اليد الكبري فيها وايضا لا اري خطيئة بوجود غريزة الاعتداد بالذات لدي الانسان بغض النظر ان حجمه او مكانته في المجتمع فهذه النفس التي خلقها الله تكاد تكون متشابه من حيث ما في الداخل عدي الاقدار والظروف والاجتهادات واحيانا ارادة الله تجعل هناك فروق بين الناس وهذه امور نحن امة نسلم بها ولله ما اراد جل وعلا في علاه .. ونستعيذ به من نقمة الغرور ..
ما دفعني للدخول في هذا الامر واختيار العنوان هو الاتي وهذه المقدمة كانت مهمة لان باقي الحديث يستند اليها . تقابلت اليوم صدفة مع بعض الاخوة الذين يعتبروا من الكادر المتقدم في الحركة اضافة لانهم يشغلون حاليا مواقع تنظيمية متقدمة .
وجري( الحوار ) المعتاد بيننا كفتحاوين واختصصت كلمة حوار بين قوسين لان الحديث اقل ما يوصف بأنه حوار وحوار رائع ايضا فقد خلي كليا من التشنج في الموقف او الحديث بشكل قطعي عن بعض القضايا وكأن رايه النهائي بل دائما كانت المساحة مناسبة للاخذ والعطاء .. وذلك رغم الاختلاف الكلي في وجهات النظر الذي كان يقترب الي حد التناقض والتنافر .. لكني بدأته مؤمنا ليس بقدرتي علي الحوار بل بأننا في ذات الموقف وكل ما يتطلبه الامر هو تقبل الاخر بشكل صافي ووطني .شخصيا كنت سعيدا ومستمتعا ومستلهما ايضا من حديث اخوتي المناقض لمواقفي ووجهات نظري .. وهم كذلك علي ما اعتقد او علي الاقل كما بدا ..
دار الحوار حول خلاف الاخ الرئيس والاخ ابو فادي .. والترهل الموجود في الاطر التنظيمية وخاصة اللجنة المركزية واداورها التي تكاد تكون معدومة .. فقال لي الاخ منتقدا اني احترمت موقفك حين اعلنت انك مع الاخ محمد دحلان ولم تنافق او تخشي احد وبلغنا انك تقول انا اعمل فوق الطاولة ( ودحلان ونقطة) ورغم اختلافنا كليا معك ليس حول الاخ ابو فادي بل حول خياراته الا اننا احترمنا صراحتك ووضوحك لكن لا نفهم موقفك بالدفاع عن الرئيس وعدم قبول مهاجمته كذلك موقفك من ان لا مشكلة مع التنظيم رغم انتقادك للتنظيم ورغم ان الاخ ابو فادي يريد اضعاف التنظيم .. فهل هذه وسطية او محاولة كسب الطرفين وعدم خسارة احد .
ابتسمت وقلت ((( بلغكم ))) ذلك لكن هل سمعتوني قلته او كتبته حتي .. وهو (محمد دحلان ونقطة ) ثانيا حول ان ابو فادي يريد اضعاف التنظيم هل سمعتموه صرح بذلك او احد خيارات التي تعترضون عليها كما تقولون صرح ان مشروعه اضعاف التنظيم وضرورة مهاجمة السيد الرئيس .. اذ اؤكد لكم بكل ثقة ان هذا الحديث مشوه وغير دقيق .. ثم لا وسطية هنا ان كل ما الامر اننا نرفض التقسيم والتصنيف رغم واقعية المشكلة ووضوح الخلل والخلاف .. الا اننا نرفض التعاطي مع الامر بتلك الطريقة التي يريدها (( سيؤوا الادارة )) ولا نريد استخدام تعابير منفرة ولاذعة مثل الخونة واعداء النجاح والمتسلقين الخ .. لاننا قلنا لا بد لنا من ان نرتقي بالغة الحوار الفتحاوي الي مستواها الوطني وبما يليق بتاريخنا الماجد .. وبما نحمله من انتماء لهذا الوطن وقضاياه .. اضافة لاننا نرفض هذا الاسلوب ونراه متعجرفا ولا يشكل عاملا ايجابيا في حل المشكلة .
اما حول الموقف من قضية الاخ ابو فادي فما صرحنا به كان دقيقا وواضحا وجاء ليس بعد قرار فصل الاخ ابو فادي بل بعد قرار فصل الاخ ابو باسل المشهراوي من المجلس الثوري الذي هو اعتذر عنه اصلا .. وهي بإختصار وبالامكان العودة الي مقالااتنا القديمة نحن اول من ايد السيد الرئيس بفتح ملف الفساد ونظام المحاسبة والعقاب .. ولكننا تفاجأنا الملف اقتصر علي الاخ ابو فادي وحده رغم ضبط بعض الاسماء في تلك الفترة بقضايا مخجلة وفسادا مقزز .. فتحفظنا والتزمنا الصمت لفترة ثم جاءت طريقة والية الفصل وتلك الطريقة المهينة التي عومل بها اخوتنا في رام الله والتي كانت جارحة بقسوة لنا كما هي لهم .
هنا انتقدنا الموقف وطالبنا بسيادة القانون والنظام فقط قلنا افصله يا سيادة الرئيس ولكن بطريقة قانونية دع المحكمة تدينه وتثبت للراي العام ما تم اتهامه به .. ثم للاسف جاء بعد ذلك فصل الاخ ابو باسل فحدث ان تولد لدينا استياء شديد خاصة وان السيد الرئيس كان من اشد المعجبين بالاخ ابو باسل ثم ان الامر جاء ايضا قاسيا لانه لو افترضنا ان الامر قانوني وان الفصل جاء علي خلفية التخلف عن حضور اجتماعات الثوري لكان الامر محتلف عن فصله كليا من الحركة .. هنا اصبح واضحا ان هناك عملية اقصاء .
اضافة للاهم وهو ان لهذا الرجل خصوصية فتحاوية ووطنية فالاخ سمير المشهراوي يحظي بقاعدة خاصة داخل حركة فتح تتمثل ايضا بكادر خاص وجيل خاص اضافة لجيل الشباب الذي يميل اليه .. وحين كان له موقف من قضية الاخ ابو فادي لم يكن بناء علي علاقته بالاخ ابو فادي بل جاء لان الموقف يتطلب موقف ويجب علي احد حينها ان يقول موقف رغم حدة الموقف وهذا الرجل اليس بحاجة لشهادة .. هو رجل المواقف .
فقلنا موقفنا علانية وناشدنا السيد الرئيس بانك وعدتنا بسيادة القانون ومأسسة الحركة والسلطة . ووعدتنا بالديمقراطية .. اضافة لان الاخوة ابوفادي وابو باسل يعتبروا من اهم الشخصيات القيادية في الحركة والتي تحظي بالتاييد لدي كافة شرائح الحركة فإذا تم معاملتهم بهذه الطريقة وهم بهذا الحجم القيادي بالتالي نحن لسنا بأمان . ولكننا بالمطلق لم نسجل موقف معادي للسيد الرئيس وهذا الحديث ليس من باب اي ظن اخر بل من باب ما تربينا ليه في فتح فنحن نفخر باننا من الجيل الذي تربي علي الالتزام والانضباط والنقد الذاتي والنقد البناء في السجون والمعتقلات مع خيرة ابناء وكوادر وفتح والحركة الوطنية ..
لذا يا اخوتي كم من حقيقة ضاعت في نقلها ونحن في زمن بإمكاننا التواصل فيه حتي لو كنا في كوكب مختلف وليس مدينة مجاورة او مخيم او حتي دولة ان الامر ليس ذي علاقة بالوسطية او التشدد او التراخي .. ان التعامل مع قضايا الاوطان والشعوب بهذه الطريقة غير جائز .. انها مسألة قناعة وايمان بعبارة( فتح اكبر من الجميع ) ثم الاهم ان الاخوة ابو فادي وابو باسل وبحسب ما نسمع لهم من تصريحات ونقرأ وايضا نري من سلوك فهم يدعوان لمساندة الاطر التنظيمية ودعمها والاهتمام بها .
ونحن كأبناء لحركة فتح حين تكاتفنا لنصنع من انفسنا معول بناء ووضعنا كل طاقاتنا تحت امر الاطر التنظيمية هوجمنا وصنفنا واهوال واجهنا لكننا صمدنا ليس بشراسة بل بالصدق لقد امنا ان فتح ليست بحاجة لكل هذه المهرجانات والتشخصيات والدراسات والخ .. بل تحتاج اساس وجود وبقاء التنظيم وهو المحبة والقبول لدي ابناؤه الذين يشكلوه . ومن هنا انطلقنا ببرامج عمل اجتماعية املين نشر ثقافة المحبة والمودة وايقاظ الشعور بالشراكة بيننا كفتحاوين والتنظير للغة الحوار المستند للمسلكية الثورية والرغبة الحقيقة في تحقيق الافضل واحترام وتقبل الاخر .. هذه فتح التي عرفنا ونعرف ونريد . اذا لا احد اي من كان له الحق ان يجعل من رايه الشخصي المحتمل ان يكون غير دقيق وغير صحيح قاعدة تشريع للسلوك او الانطلاق لا احد يملك هذا الحق .
نحن لن نخضع لتصنيف عقل مبتديء او مراهق .. او خبير يحب التضليل .. نحن نخضع للحقيقة وحدها وما يمثلنا هو نحن وليس ألسنة من لا يملكون الا ألسنتهم النمامة .
ما يمثلنا وما يعبر عنا وعن مواقفنا هو ما يصدر عنا فقط واعتقد ان هذا عادل .
سامي ابو لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق