الأحد، 24 مارس 2013

قبل السلطة وبعد السلطة/ سامي ابو لاشين



قبل السلطة وبعد السلطة/ سامي ابو لاشين 

التاريخ: 2012-09-08 15:57:50

قبل ان .. 

تسيطر حماس علي غزة كانت اكثر الناس نقدا وتربصا لممارسات السلطة التجاوزية او لذلاتها المقصودة والغير مقصودة .
وكان الخطأ غير مقبول كذلك التبريرات .. وكانت حماس تحديدا اضافة لباقي الفصائل تضع السلطة وحركة فتح تحت المجهر .
وكانت تصور اقل الاخطاء وكأنها محاولات لتدمير الكون .. حتي كنا نستمع في خطب الجمعة عن ابن المسؤول الذي يسرع في سيارته وعن تكاليف دراسته وعدد اضواء منزله وعدد اصدقائه والوان ملابسه والي اخره . وحول القانون كان القول ان الله اقر لنا شريعة ورسوله سن لنا سنة وعيلنا ان نحتكم لها ونعود لها لتسيير وادارة امور حياتنا وما دون ذلك هو كفر . 
كانت حماس تصور وتنصب نفسها محامي الدفاع عن حقوق الامة والاكثر احساسا بمعاناة الناس والاكثر قربا لهم في افراحهم واتراحهم . وانا شخصيا كنت احترمت دعوتها للشعور بمعاناة الناس والتعاطي معها بصدق ومسؤولية .
من ناحية اخري ورغم كل سلبيات السلطة السابقة وازماتها وحصارها .. الا ان القضية كانت حية حاضرة و الناس تتحدث في السياسة وتناقش وتحاور وتنتقد وتسال عن القدس وحق العودة وتحلم ..

بعد ان ..

بعد ان سيطرت علي غزة وذاقت طعم السلطة .. واصبحت هي الحاكم .. مارس غالبية مسؤوليها كل اشكال الترف الحكومي من استخدام المواكب والتباهي بالمرافقين الي ركوب احدث وافخم السيارات والانتقال بشكل سريع لحياة اكثر ترفا والاهم هو القانون وواجب الالتزام به وتطبيقه خاصة في امور الجباية .. لانه المنظم والمرشد لادارة امور الامة والكافل الوحيد لاحقاق الحقوق .واصبح مطلوب منك كمواطن ان تعذر وان لم تجد عذر عليك ان تبحث عن عذر لاخيك المسلم لان الدنيا مفتنة وليس جريمة ان ينغر بها الانسان وينفتن المهم ان يتوب والمهم داخله الطيب والاهم انه مجاهد والمجاهد حتي لو خطأ فهو عن حسن نية . وخطب الجمعة اصبحت مبتذلة حين يتمادي الخطيب في تبجيل اولي الامر وكانهم فوضوا من الله وعلي الامة اطاعتهم والصبر علي البلاء الذي هو ابتلاء والحل هو احتسابه عند الله .. 
ومن ناحية اخري ورغم كل حسنات وانجازات حماس وحكومتها .. غابت القضية واصبح هم الناس تامين سبل العيش بكرامة او ببعض المهانة وبعضهم يعجز فيشعل نفسه ..
يعلم الله وتعلمون اني لم ابالغ ولم اغالي في وصف الحال .. وان ما الهمني الله لكتابته ما هو الا حقيقة يلسمها كل من يعيش في غزة..

ماذا اقول وماذا اريد .. هل ادعوا لثورة ام ادعوا الي الله ان ينتقم من ظلام عبيده .. لم اعجز قبلا عن صياغة ما اريد او ما يعتيرني من شعور تجاه اي شيء كان .. لكني صدقا اقف كثيرا امام حالتنا عاجزا وكأن الكلمات اهانة للحقيقة .. لا اميل للغة التعنيف والتأنيب ولا يستهويني ممارسة دور الواعظ ولا استثني نفسي حين الوم العامة .

فقط اقول للامة استخدوموا عقولكم .. اكراما لله الذي ميزكم بها عن باقي خلقه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق